هو أصغر أشقائه ، فى 29 ديسمبر القادم سوف يتم عامه السابع عشر،كان يبدأ يومه فى السابعة صباحا حيث يتوجه إلى مدرسة الخديوى إسماعيل المتواجدة بدائرة حى عابدين المقيد فيها طالباً بالصف الثانى الثانوى،وبعد إنتهاء اليوم الدراسى يعود إلى البيت ليستذكر دروسه ثم يذهب للدروس الخصوصية لعدم وجود شرح كاف بالمدرسة،كل هذا لأنه كان يريد التفوق ويدخل كلية الأثار ليكمل حلم والده الذى لم يستطع أن يحققه ..
ولكى يخفف عن أسرته عبء تكاليف الدروس الخصوصية كان ينزل فى المساء ويعمل مع أحد أصدقائة فى شركة لتصنيع الدهانات،وبعد ذلك يعود للبيت ويظل على الإنترنت ليتابع المواقع الإخبارية ، وصفحته على "الفيس بوك"،هذه هى كانت محور حياة جابر صلاح أحمد كما أخبرنا بها والده، والذى أصيب فى أحداث محمد محمود بعدد من طلقات الخرطوش فى رأسة أدت إلى نقلة لمستشفى القصر العينى وهو بين الحياة والموت،ليعلن الأطباء المشرفين على متابعة حالته أن جابر توفى اكلنيكيا وأن نسبة الأمل فى شفائه صفر.
يكمل الوالد حديثه مع بوابة الشباب ويقول: الحمد الله على كل شئ ،نحن مؤمنون بقضاء الله وقدره ونحتسب جابر من الشهداء بإذن الله، ففى اليوم الذى أصيب فيه كان ذاهباً إلى مدرسته ولكن أتصل به أحد أصدقائه وقال له أن هناك صديقاً لهم قد أصيب فى محمد محمود، فتوجه جابر إلى هناك ليرى ماحدث ويتابع عن قرب لكن يبدو أن الداخلية كان لها رأى أخر، وهو ما نتج عنه وصول أبنى إلى هذه الحالة التى هو عليها الأن ، كنت أتمنى ألا ينتخب الدكتور مرسى، فوقت الإنتخابات قلت له "ياجابر لاتنتخب مرسى " فكان رده مصحوباً بابتسامة رقيقة وأدب جم كعادته "يابابا هو أحنا عاملنا ثورة ومات من شبابنا إلى مات علشان نعيد نظام مبارك مرة أخرى للحكم، لا أنا نازل أنتخب مرسى".
ويصمت الأب المكلوم ثم يقول "لكنه كان لايعلم أن النظام الذى أنتخبه ونزل الشارع ليحتفل بفوزه هو نفس النظام الذى ساهم جنوده في قتله ".
ومن جانبه أكد المحامى تامر جمعة رئيس الأمانة القانونية لحزب الدستور الذي ينتمى إليه جابر.. أن قتل جابر كان عن عمد فالإصابات التى برأسه وجسده من طلق خرطوش ، وهذا النوع من الطلقات لايقتل إلا إذا كان الذى أطلقه واقفاً على مسافة معينة من المجني عليه بهدف قتله، وقد طلبنا فى تحقيقات النيابة ضم أوامر عمليات ودفتر أحوال الأمن المركزى للقوات المتواجدة فى شارعى محمد محمود ويوسف الجندى وأسماء الضباط والأفراد المتواجدين بهذين الشارعيين يوم مقتل جابر،بالإضافة إلى دفتر التسليح والذخائر التى كانت بحوزة القوات.
وتقوم صفحة 6 إبريل مجموعة عابدين على موقع التواصل الإجتماعى "الفيس بوك" بنشر عدد كبير من الصور للشهيد جابر منذ مشاركته بالثورة فى 25 يناير 2011 وحتى إصابته فى أحداث محمد محمود الثانية.
ومن أبرز ما كتب على الصفحة عن جابر هو "بوست" يقول مش جابر إللى حتة "رصاصة" توقعه وتخلص عليه ف لحظة.. جابر لسه متمسك بالأمل ولو صفر%، جابر لسه قلبه بينبض وبيدق رغم إن مخه توقف عن العمل، جابر لسه وسطنا وهيفضل عايش حتى لو ربنا قرر يريحه وياخده مننا"،" دمك مش هيروح هدر يا جابر.. والله ما هيروح هدر، ولو بعد حين"