موضوعنا هو مهم جداً ألا وهو كيفية التعامل مع من هم اكبر منا في السن
فان الكبار في السن هم فئة مهمة في المجتمع فيجب علينا أن نحسن معاملتهم
بالكلمة الطيبة والتعامل المحترم
لذا فعلينا كمسلمين أن نأخذ بنظر الاعتبار أخلاقنا التي يأمرنا بها ديننا الحنيف
وسنة نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فان من ضمن أعمال المعروف
هي احترام الكبير والعطف على الصغير
إنَّ نبيَّنا محمَّدًا - صلى الله عليه وسلم -
حثَّنا على هذا الخلقِ الكريم، ورَغَّبنا فيه،
فأوَّلاً: يبيِّن لنا نبيُّنا - صلى الله عليه وسلم -
أنَّ مَن أحسن إلى الكبيرِ في الدنيا
هيَّأ الله لذلك المحسِنِ عند كِبَر سنِّه، ورقَّةِ عَظمه مَن يجازيه بهذا العمَلِ الصّالح،
فيقول - صلى الله عليه وسلم -: ((مَا مِن مسلمٍ يكرِم ذا الشَّيبةِ؛
إلاَّ قيَّض الله له من يكرِمه في سِنِّه))
فإذا أكرمتَ ذا الكِبَر لسنِّه قيَّض الله لكي في حياتِكَ من يجازيك بمثلِ ما عمِلتَ، فيكرمُك ويحسِن
إليكِ
وهذه بعض المقتطفات من خطبة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
في احترام كبار السن
أيّها الشابّ المسلم، في شبابِك حيويّة وقوّةٌ شبابيّة، ترى نفسَك وأنت ممتَّع بسمعك وبصرِك وسائرِ قوَّتك،
يمرُّ بك ذو الشّيبة من المسلمين فما ترعى له حقًّه، لا تسلِّم عليه أحيانًا، ولا تقدر له قدرَه،
وربما ضايقتَه في الطريق، وربما سخِرتَ منه، وربما استهزأتَ به، وربما عِبتَه، وربما قلْتَ وقلت.
أيّها الشابّ المسلم، ولئن كنتَ ممتَّعًا الآن بقوَّتك، فتذكَّر بعد سنين وقد ضعُفت تلك القوّة،
وعُدتَ إلى ضعفِك القديم، {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً
ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ} [الروم: 54]،
لئن كان هذا المارُّ بك شيبةً قد أمضى سنينَ عديدة، فاعلم أنّك بمضيِّ السنين
ستكون حالُك مثلَ حالِه؛ إذًا فأكرِم ذا الشيبةِ، واعرف له قيمتَه ومكانته،
إيّاك أن تستطيلَ عليه بلسانك احتقارًا له وسخريةً به، إيّاك أن تترفَّع عليه لكونِك ذا علمٍ وفِقه وثقافة،
فترى ذا الشيبةِ أقلَّ شأنًا من ذلك؛ بل تزدريه وتحتقِره لعلمك وحيويَّتك، ولكِبَره وقد يكون لجهله،
إيَّاك أن يغُرَّك جاهُك، أو يخدعَك منصِبك، أو يغرّك كثرةُ مالك،
فارفق بمن هو أكبرُ منك سنًّا؛ ليدلَّ على الأدبِ الرفيع في نفسك.
والأدبَ الإسلاميّ - خُلُق يتخلَّق به المسلم، يقودُه لكلِّ فضيلة، وينأى به عن كلِّ رذيلة.
احبابى في الله
. تبدأ معاملتنا الحسنة بكلمتنا الطيبة ومراعاة وضعهم عندما ينادونا نأتي إليهم برحابة صدر ونعمل ما يطلبون منّا
ولا نتكلم معهم بأسلوب غير لائق حتى لا يشعرون بأنهم فات عليهم العمر ولا يريدهم احد
وحتى لا يشعرون بأنهم ثقيلون على من هم اقرب إليهم
بل تكلموا معهم بأسلوب مرن ممزوج بكلمات حب وحنية مع تقبيل أيديهم
واسمعوا منهم نصيحتهم واعلموا أن هم من جرّبوا أمور الحياة قبلكم
في زمن كان فيه الإنسان يعتمد على نفسه وقوته وقدرته
وكل طاقاته من اجل العيش بالزمن الصعب حيث إنهم لم ينعموا بما هو متوفر لنا
من وسائل التكنولوجيا الحديثة أو كان متوفر لديهم الشئ البسيط منها فلذلك فان لدى الشيخ الكبير
وان كان لا يقرا ولا يكتب الحكمة وحسن التصرف أفضل من كثيرين في زمننا متوفر لهم كل متطلبات العيش الرغيد
ولكنهم نسوا الأعراف والتقاليد العربية الأصيلة التي عاش عليها آبائهم وأجدادهم
وهذا الموضوع لا ينطبق على الأقارب فقط وإنما حتى في خارج نطاق العائلة
ففي الشارع لابد من رؤية امرأة أو رجل كبار في السن حني الزمن ظهرهم وبدت التجاعيد
في وجههم تأخذ من المقابل لحظة في زمن مضى !!!
حاولوا مساعدتهم مثلا على عبور الشارع
أو إرشادهم على الطريق الصحيح إذا سألوكم عن مكان ما
أمور كثير يمر بها الإنسان قد تأخذ من حياته الكثير
فعندنا وجود الكبير في السن في البيت هو بركة لما يتسم به
من أمور الدين ومخافة الله سبحانه وتعالى ويرشدونا إلى الأصح
كونوا بلسم لجراحهم واجعلوهم يحسّون بحبكم واحترامكم لهم
وعلموهم القران إن كانوا لا يعرفون عنه إلا القليل
اطلبوا منهم الدعاء
استجيبوا لأسئلتهم حتى ولو كانت متكررة
نادوهم بكلمات تعبر عن احترامكم لهم مثل يا حاجّة أو حاج أو عمي أو خالتي ربي يحفظكم لنا ويعطيكم الصحة والعافية